لماذا تُعد ترجمة العلامة التجارية أمرًا حساسًا؟

في عصر التوسع العالمي وفتح الأسواق الدولية، تسعى الشركات إلى إيصال علامتها التجارية إلى جمهور أوسع. لكن هذا التوسع يتطلب أكثر من مجرد ترجمة حرفية للاسم أو الشعار؛ بل يتطلب نقل هوية العلامة التجارية كاملة إلى ثقافات ولغات جديدة دون أن تفقد معناها أو تأثيرها. وهنا تكمن حساسية ترجمة العلامة التجارية.

ترجمة العلامة التجارية


1. العلامة التجارية ليست مجرد كلمات

العلامة التجارية تمثّل روح الشركة، وقيمها، ورسالتها، وطريقة تواصلها مع الجمهور. وقد تتضمن اسمًا، شعارًا، رسالة تسويقية، وحتى نغمة صوتية معينة (Tone of Voice).
ترجمتها بشكل غير دقيق قد يؤدي إلى:

  • فقدان التأثير العاطفي.

  • تشويش هوية الشركة.

  • خلق انطباع سلبي أو مضلل.


2. اختلاف الثقافات والمعاني

ما يبدو طبيعيًا في ثقافة ما، قد يكون غير مقبول أو غير مفهوم في ثقافة أخرى. بعض الكلمات أو العبارات قد تحمل معاني مزدوجة أو مسيئة في لغات أخرى.
📌 مثال واقعي:
إحدى شركات السيارات العالمية أطلقت سيارة في السوق الإسبانية باسم “Nova”، وهو ما يعني بالإسبانية “لن تسير” (No va). النتيجة؟ فشل ذريع في المبيعات.


3. اللعب بالكلمات والشعارات الذكية

العديد من العلامات التجارية تعتمد على التلاعب اللفظي أو الجناس أو القوافي لجذب الانتباه، مثل:

  • “Just Do It”

  • “I’m Lovin’ It”

هذه العبارات لا يمكن ترجمتها حرفيًا، بل تحتاج إلى ترجمة إبداعية (Transcreation) تعيد صياغتها بروح مماثلة في اللغة المستهدفة.


4. ثقة العملاء تبدأ من أول كلمة

عندما يشعر العميل الأجنبي بأن الترجمة مصطنعة أو ركيكة أو لا تعبّر عن قيم العلامة التجارية، فإن ثقته تهتز من البداية. بينما الترجمة الدقيقة والمراعية للسياق تبني جسرًا من الثقة والانتماء بين العميل والعلامة التجارية.


5. القيمة السوقية للعلامة التجارية على المحك

أي خطأ في الترجمة قد يؤثر على صورة الشركة ومكانتها التنافسية، خصوصًا في الأسواق الجديدة. الاستثمار في ترجمة احترافية للعلامة التجارية هو استثمار في سمعة الشركة ونموها المستقبلي.

April 9, 2025